موقع راديو و تلفزيون لوبه نت
اضف اهداء

أهديت زوجي لامرأة أعترف أنها الأفضل والأنسب

أهديت زوجي لامرأة أعترف أنها الأفضل والأنسب | موقع سوا
2016-09-11 14:32:50
+ -

حكمة لم يخطأ أبدا من قالها بل أحسن التعبير والتقدير، نعم إنها أبلغ ما ينطبق على حالتي، تركت الموجود لأنشغل بالبحث عن المفقود، كفرت بالنعم وكان جزائي حلول نقمة غيّرت حياتي وضربتني في الصميم.

أنا زوجة تحب النكد والمشاكل، أعترف أني قضيت أزيد من عشرين سنة، مخلصة وفية لعقليتي المتحجرة التي أبت إلا أن تصنع من زوجي الرجل الطيب المسالم، إنسانا فاشلا وأنانيا، لقد صورته لكل الناس على غير حقيقته، اتهمته بالإهمال وجعلت وصمة العار تلاحقه لأنه زير نساء ومهوس باتباع هوى نفسه الأمارة بالسوء، لم تكن مجالسي وكل التجمعات التي أحضرها، تخلوا من ذكر مساوئه، فغدوت في نظر كل الناس الضحية البريئة من حكم عليها القدر بالعيش مع رجل لا يستحق جمالية قلبها وتميزها .بالمقابل كنت مقصرة لا أقوم بواجباتي المنزلية، لقد أضحى بيتي كمحل الخردوات، الأوساخ في كل مكان بالرغم من ذلك لم يكن يحاسبني بقدر ما كنت أحاسبه، لقد تركت كل اهتماماتي وتفرغت لمراقبته، كنت أرصد حركاته وكل سكناته، أتجسس على مكالماته الهاتفية، وجندت من صديقات السوء من لعبن دور المعجبات وأردن أن يوقعنه في الشباك، لكنه أبى واستنكر لرغبتهن، كان وفيا لكن جنوني وسذاجتي بل غبائي المفرط، رغبت أن أجعله خائنا، كنت أتمنى أن أمسك به بالمجرم المشهود لكن الحلم لم يتحقق، بسبب ما كنت أصبو إليه، إنه الظلم بعينه، فشلت على كل المستويات، فأنا لم أرتق حتى الآن إلى مرتبة الزوجة الصالحة، ولم أبلغ بعد درجة الأم الصالحة لأن أولادي كلهم لم يحصلوا من العلم إلا القليل، ناهيك عن أخلاقهم السيئة، زد على ذلك فأنا امرأة فاشلة في كل العلاقات الاجتماعية مع الجيران والأقارب لا واحدة تستحن وجودي، ولا يروق لهن أن أحضر في مجالسهن لأني حقا دون المستوى المطلوب .لقد بلغت الخمسين من العمر ولا زلت على نفس الوضع، والطامة الكبرى أن العمر الذي سرقني أو ربما أنا من أهدرته في التفاهات، قدم لي هدية خريف العمر، لقد تزوج شريك عمري وفعل ذلك على سنة الله ورسوله، وقال لي إنه حقق لي أمنيتي، لكنه لم يقترف الحرام، بل ارتبط بها شرعا وأعطاها من الامتيازات ما لم يمنحني، لأنها حقا جديرة بذلك فهي أفضل مني على جميع المستويات، فأقول لها من هذا المنبر هنيئا لك زوجا كالملاك، أما باقي النساء فأحذرهن من الوقوع في نفس الخطأ لأنه شتات وهلاك.