من 23 الف تدوينية يومية مؤيدة لداعش عام 2015، إلى بضع مئات الآن

قال خبير الجماعات الاسلامية الدكتور مروان شحادة إنه لا يلمس تراجعاً في الجهد الإعلامي لداعش، بل أنه يعتقد أن التنظيم استطاع النجاح في اختراق العديد من الحملات الأمنية لقرصنة مواقعه على الإنترنت وتدمير أنشطته الإعلامية الإلكترونية.
وأضاف شحادة لبرنامج "ستون دقيقة في السياسة" على أثير "رايــة"، أن هناك حرباً اعلامية في الفضاء "السيبيري" أي (الإلكتروني) موازية للحرب الأمنية والعسكرية على جبهات القتال، مشيراً إلى "أن التنظيم ما يزال قادراً على الحضور الكترونياً رغم تراجع المساحات التي يسيطر عليها في سوريا والعراق".
في المقابل، شكك استاذ الإعلام الإجتماعي الدكتور محمد أبو الرب برأي الدكتور شحادة، وقال لـ"رايــة"، إن الإحصاءات والمتابعات تُظهر فعلاً تراجع التنظيم الكترونياً، موضحاً أن عدد التدوينات المؤيدة للتنظيم تراجعت من 23 الف تدوينية يومية عام 2015، إلى بضع مئات فقط في هذا الوقت، ما يعني فعلاً تراجعه.
لكن ابو الرب يعتقد أن قوة داعش على الشبكة العنكبوتية ليست في مستوى انتاجاته ولا تقنياته، وإنما بالخطاب القائم على "الفصل الحاد في الثنائيات الخطابية التي تشتغل عليها في عملية التعبئة والتحشيد الهائلة، فلا يوجد منطقة وسط (إما كافر وإما مُؤمن، إما حق وإما باطل)، وهذا يقيم شرخاً كبيراً بين المؤيدين والمختلفين".
وبخصوص الأداة الأكثر تأثيراً في عملية التعبئة والتحشيد، بيَّن الدكتور ابو الرب أن تنظيم داعش استخدم الأغاني والأناشيد كمدخل هام في التحشيد العاطفي والإنفعالي، وضرب الحالة الأردنية كمثال، حيث تُظهر الإحصاءات والمتابعات أن 20% من الأردنيين الذين يتابعون مواد تتعلق بداعش على الإنترنت، كانوا يبحثون عن أغاني للتنظيم، ولذلك فإن داعش اعتمدت على التعبئة والتحشيد وليس على "المحاججة" و"الإقناع" في سبيل كسب مناصرين ومؤيدين جدد.
كما وتطرق ابو الرب إلى عدم امتلاك الجهاز الأمني الفلسطيني حتى الآن للتقنيات الحديثة في عملية الرصد والمتباعة للتدوينات والتغريدات على الشبكة العنكبوتية، علما أن بعض دول الخليج قامت بشراء هذه التقنيات بملايين الدولارات، والتي هي عبارة عن تطبيقات الكترونية تستطيع تتبع وتفحص خريطة وشبكة التفاعلات مع جهات معينة عبر حسابات يتم وضعها بطريقة افتراضية تحت الفلترة والمتابعة.
غير أن الحالة الفلسطينية في السياق السليم، حسب ابو الرب، حيث أن فلسطين ليست من أعلى 10 دول بالمنطقة التي تغرد مع داعش أو تبحث عنها، وإن كان هناك مؤيدون لهذا التنظيم ولكن دون أن يربطهم علاقات تنظيمية معه، وهم من يُعرفون "بالذئاب المنفردة".
وأما الإعلامي المقيم في المانيا ياسر ابو معيلق، فتحدث لـ"رايــة"، عن التحدي الذي تواجهه الدول الأروبية في عملية محاربة التنظيم الكرتونياً، خاصة وأن عدداً من التقنيين المختصين بصفوف داعش يحملون جنسيات اوروبية، مُؤكداً أن الأمن الإلكتروني الأوروبي يعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة الأمريكية، كما هو حال الإعتماد على واشنطن لحماية اوروبا عسكرياً.
ونوه أبو معيلق إلى أن التغريدات المؤيدة لداعش على تويتر والتدوينات على فيسبوك كانت بلغات مختلفة، غير أن النصيب الأسد منها كان باللغة العربية.