موقع راديو و تلفزيون لوبه نت
اضف اهداء

الأنفاق بوابة الحرب

الأنفاق بوابة الحرب | موقع سوا
2016-05-09 09:58:33
+ -

بين اصرار الاحتلال على هدم أنفاق المقاومة، وتمسك الأخيرة بحماية سلاحها ومنع توغل قوات الجيش الاسرائيلي داخل القطاع، نشأت بؤرة توتر خطيرة ومدخل جديد للمواجهة.

وبعد أربع أيام من الاشتباك المحدود على حدود القطاع أكد الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري أن المقاومة لن تسمح للاحتلال بفرض وقائع جديدة على أرض قطاع غزة سواء في المواجهة الأخيرة أو في المرات القادمة.

وأضاف أبو زهري خلال حديث مع مراسل "رايــة" بغزة، أن الاحتلال الاسرائيلي يتحمل المسئولية عن التصعيد وتداعياته بعدما توغل مؤخرا في اراضي قطاع غزة وتصدت له المقاومة الفلسطينية.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي محمد حجازي أن حركة حماس تعتبر الانفاق الهجومية ذخر استراتيجي لها واستثمرت فيها عدة سنوات بتكلفة كبيرة من العرق والجهد والمال لذلك تنظر الى المسألة بقلق شديد.

وأوضح حجازي لـ"رايــة"، أن حركة حماس تجد نفسها ملزمة بالرد على الاعتداءات الإسرائيلية ومنع الاحتلال من العمل داخل القطاع للبحث عن الانفاق من خلال قصف القوت الاسرائيلية بقذائف الهاون، والسعي لفرض معادلة حدودية جديدة.

وأضاف حجازي أن جيش الاحتلال في المقابل يسعى لفرض معادلة أمنية تسمح له بالتوغل داخل القطاع مسافة100 متر، لأن البحث عن الأنفاق في الطرف الفلسطيني أسهل من تتبعها بعد تجاوزها السياج الفاصل.

وعن الموقف الاسرائيلي، اعتبر حجازي أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو امام خيار صعب بسبب استحقاق حكومته وفاء وعدها لشعبها بالقضاء على الانفاق التي أصبحت شيء هام في رؤية نتنياهو للصراع مع الفلسطينيين، فضلا عن تلبية مطلب جمهوره الانتخابي اليميني من المستوطنين في غلاف غزة.

واعتمادا على الأسباب الميدانية والسياسية السابقة، يقول حجازي أن نتنياهو مضطر لاتخاذ قرارات حاسمة للتخفيف من ضغط المستوطنين وتنفيذ قرار المجلس الوزاري المصغر بضرورة مواصلة العمليات حتى الانتهاء من ظاهرة الأنفاق من خلال التحرك عبر محورين الأول عبر توظيف تكنولوجيا اكتشاف الانفاق، والثاني من خلال العمل الاستخباري.

الوضع السابق بين اصرار المقاومة والاحتلال على فرض كل طرف معادلته على الارض يجعل الحالة معقدة جدا قد تتدحرج الى حرب، وفق حجازي.

الصحافة الاسرائيلية سارت في نفس الاتجاه حيث قالت صحيفة معاريف العبرية أن الأيام القادمة ستكون مشتعلة في الجبهة الجنوبية مع غزة، معتبرة أن حماس وإسرائيل وصلا إلى النقطة الأكثر خطورة منذ الحرب الأخيرة، وعلى الرغم من أن كلا الجانبين لا يريد المواجهة، لكن المعركة التي فتحت هذا الأسبوع على الأنفاق يمكن أن تؤدي إليها بسهولة.

وأضافت معاريف أن معضلة الجناح العسكري لحركة حماس، تتمثل في أنه لا يمكن أن يقبل بالجلوس مكتوفي الأيدي أمام إسرائيل وهي تكشف الأنفاق واحدا تلو الآخر، وفي الوقت ذاته لا يمكن لحماس التسرع في الرد على هدم الأنفاق.

ونوهت الصحيفة العبرية إلى أن القيادة السياسية لحركة حماس تفرض قيودا على الجناح العسكري وقادته الذين يشعرون بالفعل أن الوقت قد حان لاستئناف القتال ضد إسرائيل، خاصة أن الجناح العسكري الآن لديه حجة أقوى من ذلك بكثير فملايين الدولارات وآلاف الساعات من العمل في حفر الأنفاق يمكن أن تضيع إذا عملت إسرائيل على هدم تلك الأنفاق وتدميرها.

نفس المنحى ذهبت له صحيفة يديعوت احرونوت التي اعتبرت أن التزام حماس بالهدوء "حاليا هشاً"، متوقعة تصعيدا خلال الأيام والأسابيع المقبلة في حال استمر عمل الجيش بحثا عن الأنفاق في مسافة لا تزيد عن 100 متر داخل القطاع، في ظل عزم الجيش العمل خارج تلك المنطقة بغض النظر عن التفاهمات الجديدة، إذا لزم الأمر.