منوعات
إقبال على تعلم العربية في إسبانيا رغم العراقيل وخطاب العنصرية
Admin
20 Dec 2025 14:14
7 مشاهدة
راديو تلفزيون سوا.
تحولت الرحلة السياحية التي قامت بها أندريا نورييغا إلى المغرب لتكون دافعا رئيسيا لاتخاذها قرار التخصص في الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إشبيلية، وساهم في ذلك أيضا تأثرها بالثقافة العربية والإسلامية الحاضرة بقوة، سواء في المغرب أو في إقليم الأندلس جنوبي إسبانيا.
لكن الدراسة الأكاديمية لم تلبّ احتياجات الشابة الإسبانية (28 عاما) من ناحية إتقان مهارات التواصل؛ فاختارت الالتحاق بدورات خاصة لتعليم اللغة العربية لمحاولة استيعاب السرعة التي يتحدث بها الناطقون بالعربية، ولفهم الفروقات بين اللهجات المختلفة، وهي إحدى الصعوبات التي يواجهها من يرغبون بتعلم العربية.
تقول نورييغا إن تعلم العربية منحها فهما أعمق لواقع البلدان العربية ومجتمعاتها، وجعلها تنظر لها بمنظور مختلف، إذ سقطت من بالها فكرة أن العالم العربي كيان واحد متشابه، وأدركت حجم التنوع الثقافي واللغوي بين شعوبه. من جهة أخرى، أعجبت بالقيم المشتركة بين العالمين الإسباني والعربي مثل أهمية الأسرة والمجتمع، رغم الاختلافات الثقافية.


أما بالنسبة لخارا مونتير فقد مرت بتجربة مختلفة، إذ انطلقت في تعلم اللغة العربية بعد أن شاركت في مؤتمر عن السلام في اليمن ودور المرأة فيه، واستمعت إلى مداخلات المشاركات اليمنيات، وكانت تتمنى لو أنها تستطيع مخاطبتهن وفهمهن بشكل مباشر دون الاستعانة بالترجمة.
تقول مونتير (25 عاما) للجزيرة نت إن هناك ارتباطا ملحوظا بين تعلم العربية والمهتمين بالسياسة الدولية في إسبانيا، "كما أظن أن هذا الاهتمام ازداد أيضا في أعقاب الإبادة الجماعية في فلسطين، رغم ما تحظى به لغات أخرى مثل الإنجليزية أو الفرنسية من ترويج أكبر".
وتضيف "أعتقد أن اللغات تُعدّ بوابة لفهم ثقافة أي بلد، إضافة إلى كونها جسرا يربط بين الناس، وتعلم العربية يعني القدرة على التحدث مع جيراننا، وفي الوقت نفسه فهم جزء من مفردات اللغة الإسبانية".
إقبال شبابي واسع
اختارت كل من أندريا ومونتير تعلم اللغة العربية في مؤسسة "البيت العربي"، وهي الجهة الحكومية التي ينتسب لها ويشارك في أنشطتها أكبر عدد من الطلاب الإسبان الراغبين بتعلم العربية أو التواصل مع العالم العربي، إذ تتميز إسبانيا بتنوع الجهات التي تُعلّم العربية مثل الجامعات والمدارس الرسمية للغات والمراكز الثقافية والجمعيات المحلية.