موقع راديو و تلفزيون لوبه نت
اضف اهداء

الكبدة والسجق لرواد الفيس بوك بالمهندسين

 الكبدة والسجق لرواد الفيس بوك بالمهندسين | موقع سوا
2016-09-09 13:55:47
+ -

كنا نشاهد عربات بيع الأطعمة فى الأماكن الشعبية ومواقف السيارات والأوتوبيسات العامة، كما كان من يقف وبيع الطعام ويعده شاب أو مجموعة من الشباب الرجال، ممن ينتمون إلى الطبقات العاملة والكادحة أو ممن لم يصبهم الدور فى التعيينات، أما الجديد والطريف الذى تقدمه «الوفد» اليوم فهو عربة الطعام الشيك التى تحمل عنوان «Tasbeera» «تصبيرة» باللغة الإنجليزية، كما تقدم قائمة من الأطعمة مكتوبة أيضا باللغة الإنجليزية، وتتنوع من أول السجق والكبدة نهاية بالرنجة المدخنة والتونة، وتتمتع العربة بصيت كبير من خلال موقعها على الفيس بوك، وكانت المفاجأة أيضا أن معدى وبائعى هذه القائمة الشيك من الأطعمة هم مجموعة من الشباب والشابات من أصحاب التعليم العال والمتميز من بينهم المهندس ومسئولى التسويق والموارد البشرية فى كبريات الشركات الخاصة، وكلهم مجتمعون تحت قيادة وإدارة إحدى مهندسات الكمبيوتر ومدرسة اللغة الإنجليزية من سكان أحد المناطق الراقية فى القاهرة، وتدعى إنجى نبيل 29 سنة.

اقتربت الوفد من مالكة عربة الطعام الشيك وحدثتها عن تجربتها الجديدة من نوعها، حيث قالت إنجى إنها لم تخجل فى تنفيذ هوايتها فى إعداد الطعام من محيط منزلها فقط، إلى الخروج إلى الشارع لبيع الأطعمة مثلها مثل أى شاب طموح يريد أن يكون صاحب مشروع خاص يديره بنفسه ويدر عليه دخلا كريما، أما عن العقبات العائلية المتوقعة خاصة أن إنجى تنتمى إلى مستوى اجتماعى أعلى من المتوسط، فأكدت أن زوجها ووالديها كانوا أول المشجعين رغم تحفظاتهم على الخروج لبيع الطعام فى الشوارع، إلا أن العديد من أفراد عائلتها بداية من الإخوة حتى أولاد الخال والعم وزوجاتهم، يتناوبون فى مساعدتها والوقوف معها فى إعداد الطعام وتقديمه ومحاسبة الزبائن دون خجل أو كسوف.

ويقول شريف زاهر مهندس وابن خالة إنجى نبيل مالكة عربة «Tasbeera»، إنه يشجع الفكرة، ولا يخجل فى مساعدة إنجى، ويؤكد أنه لا توجد بطالة فى مصر بالمعنى المتعارف عليه، موضحة بقوله «إن البلد فيها شغل لمن يبحث ويسعى نحوه بجدية ولا يجلس فى منزله وينتظر الوظيفة»، وأضاف: زاهر أنه لا يخجل من تقديم الطعام ومعاونة ابنة عمته فى الشارع، رغم أنه مهندس إلا أن نجاح التجربة يمنحهم الإصرار على الاستمرارية .

واستطاعت إنجى نبيل فى وقت قصير منذ منتصف شهر رمضان الماضى 2016 أن تشتهر فى الأوساط الراقية بين سكان المنطقة التى تقف فيها، رغم بساطة العربة التى تعد عليها الأطعمة والتى كلفتها 4 آلاف جنيه.

وتثير المهندسة إنجى نبيل قضية خروج الشباب للعمل وعدم الاعتماد على انتظار الوظيفة التى قد لا تأتى، مشجعة فكرة عربات الطعام كأحد أشكال المشروعات الصغيرة، موضحة إشكالية الدخول فى صراع مع السلطات والأحياء والضرائب، وتقترح مالكة عربة «تصبيرة» أنه يمكن للدولة والسلطات المعنية أن تخصص الخرابات وقطع الأراض المهملة والحدائق العامة لوقوف هذه العربات وتقسيمها بشكل منظم وتتحول مع الوقت إلى متنزهات عامة، بشرط أن تمنح السلطات التراخيص المطلوبة لأصحاب العربات وفرض مسئولية نظافة المكان وتنسيقه على أصحاب هذه المشروعات الصغيرة أسوة بالدول المتقدمة، وبذلك تتحقق المصلحة المزدوجة فى ضمان حق الدولة من ناحية واستفادة أصحاب هذه المشروعات من ناحية أخرى واتخاذهم الشكل القانونى المطلوب.

وأثناء وجود الوفد فى محيط عربة «Tasbeera» لاحظنا أن رواد العربة من سكان المنطقة الراقية، من كل الأعمار ويستمتعون بوجودهم وأكلهم فى الشارع، فضلا عن الجميلات من صديقات إنجى نبيل صاحبة الفكرة واللاتى أتين لتشجيعها ومساعدتها، وتقول سلمى طارق 26 سنة تعمل فى مجال التسويق إنها تشجع فكرة صديقتها ودائماً ما تأتى إلى المكان لمؤازرتها، كما أن سلمى تراودها فكرة تنفيذ نفس المشروع فى بيع الأطعمة أو الملابس فى الشارع أيضا، خاصة فى الأماكن التى تفتقد الخدمات، وأكدت أنها لا ترهب وقوفها فى الشارع رغم ما يمكن أن تتعرض له من مضايقات من الشباب والرواد، إلا أنها تحب الخروج من الصندوق لتحقيق الأهداف.

أما الزبائن فيؤكد هشام جمال الدين رئيس قطاع التسويق فى إحدى الشركات الخاصة أن فكرة عربة الطعام والقائمين عليها ممن ينتمون إلى مستويات اجتماعية وتعليمية عالية، هى فى حد ذاتها تستحق الاحترام والمساندة من الدولة لهذه المبادرات الشبابية المنتجة، كما أنها تجعل تطفى شكلاً أكثر رقياً ونظافة على مشروعات الطعام التى تباع فى الشوارع، مما يشجع أصحاب الطبقات الراقية فى الإقبال عليها دون تخوفات من عدم النظافة أو صلاحية الطعام.

ويعد عنصر نظافة الطعام وأيادي الطهاة والمعدين والمقدمين من أكثر العوامل جذباً للزبائن والسياحة أيضا، فيقول محمد اللبيدى مهندس وأحد زبائن عربة «تصبيرة»، إن رؤيته لإنجى ومعاونيها وهم يرتدون الجوانتيات مع كل أكلة، يطمئنه ويشجعه على معاودة الأكل مرات عديدة من قائمة الأطعمة التى تقدمها العربة، ويتمنى أن يحذو الشباب نفس الحذو، وأوضحت أيضا سارة حسنى مسئولة الموارد البشرية أنه عندما يطمئن الزبائن ممن ينتمون إلى طبقات اجتماعية فوق المتوسطة إلى نظافة وعناية القائمين على إعداد الطعام على العربة، تأتى تعليقاتهم إيجابية للغاية ويكتسب المشروع ثقتهم ويحقق النجاح المطلوب.