موقع راديو و تلفزيون لوبه نت
اضف اهداء

تونس تحتفل بمرور 100 سنة على أول فيلم في تاريخها

تونس تحتفل بمرور 100 سنة على أول فيلم في تاريخها | موقع سوا
2022-12-23 14:42:29
+ -

افتتحت رئيسة رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن رمضان، احتفالية مئوية السينما التونسية، الأربعاء، بعرض أول فيلم في البلاد، وهو "زهرة" إخراج ألبير شكلي.

وعُرض الفيلم لأول مرة يوم 21 ديسمبر عام 1922، وهو فيلم صامت قصير، من بطولة وتأليف هايدي تمزالي، وتبلغ مدته 35 دقيقة فقط.

وخلال الحفل، تم تدشين "لوحة فسيفساء" للمخرج ألبير شكلي، بجانب عرض موسيقي أوركسترالي لأسامة مهيدي، وتكريم مجموعة من العارضين السينمائيين المتجولين.

ومن المنتظر أن تتواصل الاحتفالات على مدار سنة كاملة في مختلف المهرجانات والفعاليات السينمائية في تونس، تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية هناك. 

ومن الفعاليات المبرمجة يوم دراسي عن "الاقتباس في السينما التونسية"، يشارك فيها الناقد كمال بن وناس، وعبيد الله، ويُعرض خلاله مجموعة من الأفلام المقتبسة على غرار فيلم "العرس"، و"الفانوس المظلم" للمخرج حمودة بن حليمة، و"ثلاث حكايات ونصف" لمصطفى التايب.

تراث سينمائي

وقال رئيس جمعية جنوب للتراث السينمائي، محمد شلوف، لـ"الشرق"، أنه "تم تسليم أرشيف ألبير شكلي للمكتبة السينمائية ببولونيا الإيطالية عام 2015، وتمكن القائمون على هذا التراث السينمائي التونسي من حفظ 122 فيلماً".

وتابع المسؤول عن عملية ترميم أرشيف ألبير شكلي، أنه جرى ترميم فيلم "زهرة" بعد تلف جزء كبير منه، حيث تمكن الفريق من إنقاذ 20 دقيقة من المدة الأصلية للفيلم، مشدداً على أن غياب الوعي بقيمة التراث السينمائي كان وراء تلف الكثير من أرشيف ألبير شكلي. 

عرض موسيقي أوركسترالي لأسامة مهيدي أثناء احتفالية "مئوية السينما التونسية"- تونس- 21 ديسمبر 2022 - المكتب الغعلامي لوزارة الشؤون الثقافية
عرض موسيقي أوركسترالي لأسامة مهيدي أثناء احتفالية "مئوية السينما التونسية"- تونس- 21 ديسمبر 2022 - المكتب الغعلامي لوزارة الشؤون الثقافية

وقال المنتج عبد العزيز بن ملوكة، لـ"الشرق"، إنّ: السينما في تونس منذ نشأتها شهدت فترات ازدهار وتراجع ومع ذلك حافظت على استمراريتها بفضل اعتمادها على نخبة مثقفة على مستوى صناعة الفيلم".

وأضاف "من الصعب في بلد لا يملك أسساً لصناعة سينمائية، خوض تجربة الإنتاج دون خسائر، لذلك ظل قطاع السينما نخبوي ولا يجرأ على خوض مغامرة الإنتاج سوى الشغوفين بالفن ورسالته في المجتمع"، قائلاً: "من يحب الحياة يذهب للسينما".

خصوصية التنوع والثراء

وقال المخرج مراد بالشيخ، لـ"الشرق" إن: "فترة الستينيات تُعتبر محطة هامة في تاريخ السينما التونسية، كما تكمن قوة هذه السينما في قدرتها على القطع مع السائد وتنوع تجاربها بين الرافضين للمنظومة والداعمين لها، وهذا منحها خصوصية التنوع والثراء".

وبدورها عبرت المخرجة سلمى بكار لـ"الشرق" عن اعتزازها بصُناع الأفلام التونسيين على امتداد 100 عام، مؤكدة أن "المعرفة والأموال تكتسب لإنجاز فيلم، كما أن الشغف هو أساس هذه المهنة، وهي ميزة ترافق السينمائيين التونسيين منذ نشأة الصناعة".

وقال  الممثل والمخرج محمد علي النهدي، أن "السينما التونسية تُكافح عبر مختلف أجيالها من الرواد إلى شباب اليوم، كما أنها ثرية على مستوى الشكل والمضمون، رغم انتماء أغلب إنتاجاتها لسينما المؤلف".

كما اعتبر أن "الاحتفالات بمئوية السينما في بلاده لا تتناسب مع القيمة الحقيقية لتاريخ هذا الفن في تونس، وذلك يرجع إلى غياب الإرادة السياسية التي تسعى للنهوض بهذا القطاع".

وأشاد بمكانة عدد من المخرجين وتأثيرهم في مسيرته باعتبارهم مدرسته الأولى، أبرزهم عبد للطيف بن عمار، ومحمد دمق والنوري بوزيد.