موقع راديو و تلفزيون لوبه نت
اضف اهداء

هل تعانين من الصمت الدائم لزوجك؟

هل تعانين من الصمت الدائم لزوجك؟ | موقع سوا
2023-09-02 14:00:02
+ -

سوا ميديا

العلاج بالصمت لا فائدة منه

تحكي تاتيانا غاريوس تجربتها مع زوجها والتزامها الصمت المستمر لتفادي الخلاف الحاد معه، وتجنب انفعاله الشديد، لكن زوجها -حسب قولها- لا يكترث لهذا الأمر، ولا يهتم لإرضائها، ولا يسعى لنزع فتيل الأزمة، وحتى لا يهمه صمتها، وتبقى الأمور بينهما عالقة لأيام من دون نتيجة، فتجد نفسها ملزمة بالتحدث معه من جديد والسعي للنقاش من أجل تصحيح أخطائه.

اقتنعت تاتيانا بأن العلاج بالصمت لا فائدة منه بتاتا، وتضيف -في حديثها للجزيرة نت- أن صمت المرأة أو الرجل عند الغضب يفسح المجال للتفكير الهادئ، يجعلهما يتحكمان في تصرفاتهما ويوفران الجو لإدارة نقاش جدي ومثمر، ويجنبهما الوقوع في ردود الفعل المفاجئة التي قد يندمان عليها.

لكنها -في المقابل- ترى أن "الصمت كالقنبلة الموقوتة وليس حلا للمشكلات بين الطرفين"، فهو "مدمر للعلاقة وقد يقود إلى الطلاق". وتضيف "من خلال تجربتي الشخصية، مررت بحالة نفسية فيها كثير من الاكتئاب والخوف من الأجواء المشحونة في المنزل، ومن الابتعاد المستمر لزوجي ومن عدم التوافق، مما دفعني للحوار والتفاهم والتواصل واكتشاف الأزمة الحقيقية، قبل فوات الأوان".

الصمت الطويل مكروه في الحياة الزوجية

أما مكسيم طه فيعد نفسه من أصحاب الطبع الهادئ الصامت، على عكس زوجته المنفعلة، فإذا انفجرت غاضبة، فإنه يجيد ترويض انفعاله ويلتزم الصمت حتى تهدأ، وينتظر ليحاورها فيما بعد بهدوء وروية.

لكنه يرى أن "الصمت الطويل ليس حلا بتاتا لعلاج أي مشكلة بين الزوجين، فهو يفرض جوا من الكآبة والتوتر والقلق والفتور، وهذا مرفوض في العلاقة؛ فهو مكروه في الحياة الزوجية، وكلما طال يزداد الأمر سوءا".


ويتابع طه أن الكلام والحوار "هما الحل الأمثل لإعادة المياه لمجاريها والحياة لطبيعتها. فالكلام من عناصر التفاهم بين الزوجين والأولاد، وإذا افتقد الزوجان الحب والمشاركة، فترت العلاقة بينهما".

الصمت سلاح الضعفاء

إليونور الغز زوجة وتعمل مرشدة اجتماعية، وهي تواجه مشكلة "الصمت الزوجي" في حياتها الخاصة نتيجة عملها المستمر هي وزوجها خارج المنزل وعودتهما إلى البيت منهكين ولا يرغبان في التحدث، وكذلك بسبب انشغالهما بوسائل التواصل الاجتماعي، لكنها تقول إنها استوعبت أخيرا مدى الضرر الذي تلحقه بنفسها وبزوجها جراء هذا الصمت الطويل.

لذلك حاولت حماية أسرتها من الانهيار، وإيجاد مساحة أكبر للحوار، ومشاركة زوجها في ميوله وهواياته، والأحاديث التي تهمه، وعادت للاهتمام به، ومحاولة خلق جو من المرح والضحك والكلمة الطيبة بعيدا عن النكد والمشاكل، "فالصمت يزيد من تعقيد الأمور، والحوار هو أساس حلّ كل الأزمات، أما الصمت فهو سلاح الضعفاء"، كما تقول للجزيرة نت.

وتعتبر إليونور أن "الصمت القاتل بين الزوجين لفترة طويلة يصبح آفة، ويقتل روح الحياة الزوجية، وله العديد من السلبيات ومنها الانعزال التام وعدم الاستقرار، وقد يتطور الأمر وصولا إلى المرحلة الأخيرة وهي الطلاق".

نصائح للقضاء على الصمت القاتل

وتنصح إليونور بصفتها مرشدة اجتماعية كل زوجين للتخلص من الصمت القاتل بما يلي:

  • إبقاء لغة التواصل بينهما والمحافظة على المحبة والعشرة.
  • البعد عن العزلة، لأنها قد تؤدي إلى "الصمت الزوجي"، ومن ثم الانفصال الروحي بين الزوجين، وصولا إلى مرحلة الطلاق.
  • ضرورة المشاركة في الأنشطة والفعاليات معا، لأن ذلك يساعد على التواصل والتعاون.
  • محاربة الملل، لأنه من أخطر العوامل التي تؤدي إلى "الصمت الزوجي"، فيصبح الزوجان في عالمين مختلفين، وينعزلان عن بعضهما بعضا.