موقع راديو و تلفزيون لوبه نت
اضف اهداء

تزوجت الثانية وأريد طلاقها

تزوجت الثانية وأريد طلاقها | موقع سوا
2015-09-05 11:28:37
+ -



 مشكلتي باختصار شديد أنني تزوجت الثانية وهجرتني الاولى ، وذلك بسبب عدم اهتمامها بي علي كافة النواحي واهتمامها بنفسها وأبنائها وبعد الزواج أصبحت لا تطيقني .
ولا تتكلم معي مع العلم أنني أحبها كثيرا ، والثانية حقيقه ليست مثل الأولى في كل شي
وأفكر بالانفصال عن الثانية من اجل الأولى أريد النصيحة ولكم الشكر .

أنور - لبنان

هذه الرسالة علي بساطتها وقصر جملها واختصارها الشديد لكنها توضح دائماً ما ننصح به في ردودنا لمن يفكرون بالزواج الثاني ، دون أن يفكروا بالعواقب ، قلنا قبل ذلك إن الأصل في الإسلام واحدة ، وأن التعدد رغم شرعيته محاط بشروط كثيرة لا يقدر عليها إلا من هم مؤهلون لذلك وهم قلة ، فقد أكد القرآن الكريم ذلك بقوله (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما )

الله الكريم أعلم بنا من أنفسنا وهو يعلم تمام العلم أن الرجال لن يعدلوا مهما حرصوا علي ذلك

الآن انت فكرت في الزواج الثاني وقد حصل ، والآن تشعر أنك ظلمت زوجتك الأولي بزواجك الثاني ، ولم تفكر في ذلك ولم تحسب له حساباً فقط فكرت في نفسك وفي ما يسعدك ،فظلمت زوجتك الأولي
والآن تريد تكرار نفس الخطا ، لأانك تفكر في نفسك فقط ، فكرت في طلاق الثانية رغم أنها لم يكن لها أي ذنب فيما فعلت ، لكنك فكرت في نفسك أولاً وثانياً

وبدلا من أن تحل مشكلتك وتحاول إقناع زوجتك الأولي بأن ترضي بالأمر الواقع تأبي إلا أن تم ظلمك لتروق لك الحياة وترتاح من المشاكل ويصفو لك الجو مع زوجتك الأولي ، وكأنك وبكل بساطة استعملت الزوجة الثانية كأداة لتقويم الزوجة الأولي ، فلما انتهي دورها تريد الآن التخلص منها ، كأي اداة ينتهي دورها فيلقي بها بعيداً
أي تفكير هذا وأي عبث يدفعك للتصرف بهذا الشكل المهين ، لماذا لم تراعي الله فيها ولم تفكر سوي في نفسك ومصلحتك فقط ، أي إسلام هذا الذي تأخذ منه ما يعجبك وتترك مالا يعجبك هل إسلامك الذي أباح لك التعدد ويسر لك الحصول ببساطة علي زوجة ثانية ، هل هذا الدين السمح الجميل قال لك تزوج الثانية ثم إذا لم تعدل ، طلقها واتركها في مهب الريح ، فهي تستحق أكثر من ذلك لانها تزوجت برجل هوائي لا أمان له

بكل أسف هذا ليس حالك وحدك لكنه حال رجال كثيرين يتصورون في التعدد حل كل مشكلاتهم ، ثم يفاجآ ون بأنه لم يكن إلا مشكلة جديدة غالباً ما تدفع الزوجة ثمنها سواء كانت الأولي أو الثانية

اتق الله في نفسك وفي زوجتيك فقد صار أمر واقع لامناص منه حاول أن تعدل بينهما ما استطعت وإن كان هناك بعض المنغصات في الضريبة التي يجب أن تدفعها والفاتورة التي عليك تسديدها من دون ضيق أو ضجر
أو تذمر فهي حياتك التي اخترتها أولاً وثانياً ولم يضطرك إليها أي أحد فعليك الآن أن ترضي ، لأن أي عمل خلاف ما أنت عليه الآن سيؤدي إلي ظلم واحدة من الزوجتين حتماً
عليك أن تفكر بالاثنتين قدر تفكيرك في نفسك ، فقط لترضي الله ويرضي عنك ، ولعله درس تتعلمه جيداً ويتعلمه رجال كثيرين ليعرف الجميع أن التعدد ليس لعبة سهلة نلهو بها قليلاً وقت ما شئنا ثم نتركها حين نشعر بثقل أعبائها علينا

تحمل تبعات اختيارك بشجاعة وواجه حقيقة ما أنت فيه ولا تحسب الطلاق هو الحل لمشكلتك ، الطلاق حيلة الضعفاء وهو استسهال تماما كما كانت فكرة الزواج الثاني حل سهل غير مدروس

اتق الله ولا تفعل إلا ما يرضي الله من أجل هذه أو تلك ، واطلب من الله العون والتوفيق كي لا تكون ظالم لأي واحدة منهن .