موقع راديو و تلفزيون لوبه نت
اضف اهداء

أهلي يعايرونني ويكرهونني

أهلي يعايرونني ويكرهونني | موقع سوا
2015-09-10 10:37:47
+ -


السلام عليكم أنا فتاة في منتصف الثلاثينيات، وكنت أعمل في وظائف من الصباح للمساء على مدى السنوات الماضية، ولكن الآن أعمل من البيت، وأنا ابنة وحيدة. أحس أن أمي وأبي لا يطيقان وجودي في البيت، ولا يطيقان لي أي رأي أو تصرف، وأن وجودي في البيت أًصبح ثقيلا عليهما، وخصوصًا أبي، طوال الوقت تأكيد على أني شيء إضافي وأن أهميتي لا تزيد عن أهمية خادمة.

حين أشير لبيتنا مرة على أنه بيتي في أي جملة، يقول لي “لا ليس بيتك”، أو لما أحاول تجديد أي شيء في البيت أو تغيير نظام أي شيء، يقول لي “لما يكون لك بيت اعملي اللي يعجبك”، معظم حواراتي مع أي منهما ـ خاصة أبي ـ تنقلب لمشادات وزعل لدرجة أني صرت أتجنب الخروج من غرفتي إلى أي مكان هما موجودان فيه.

أنا ليس لي أي صديقات ولا أي أحد يهمه أمري، والطريف أن أبي كان يعايرني بذلك في إحدى المرات، مع أن لهما يد في هذا، فمنذ صغري ممنوع زيارة أي زميلة لي وإذا حدث وجاءت زميلات تجلس معنا ماما طوال الوقت أو لو تحدثت زميلة هاتفيا لتستأذن في أن تأتي، يقال لي أن أعتذر لها.

يارا -القاهرة

حبيبتي أهلاً بك ، من منا يولد بلا عقد أو مشاكل ، من منا يعيش الحياة بلا عقد أو مشاكل وتهنأ له الدنيا خالصة من كل الشوائب ، كلنا نتعرض في مسيرة حياتنا للعديد من
المنغصات
سواء من الأهل أو الأقارب أو زملاء العمل أو حتي من نتعامل معهم في حياتنا اليومية

لكن إذا توقفنا أمام هذه المنغصات بالنقد والتحليل وغير ذلك فلن نتقدم بالحياة وسنظل نصنع من تأخرنا واكتئابنا شماعات نعلق عليها لماذا وصلنا إلي هذه الحالة

كل ما أقوله لك إنني لا أعرف أهلك ولا أعرف لماذا يفعلون معك كل ذلك ، لكن المؤكد وما يجب أن تؤمني به وتتصرفي معهم علي أساسه هو أنهم أهلك الذين يحبونك ويتمنون لك الخير
وربما كان تنغيصهم لك سبب في دفعك للاجتهاد والنجاح ، فكثيرين يرون أن دفع أبنائهم للنجاح لا يكون إلا بهذه الطريقة التي يتعاملون بها معك

ولأنهم أهلك وأقرب الناس إليك فانت مطلوب منك برهم وحبهم والرأفة بهم ، أياً كانت الطريقة التي يتعاملون بها معك

لا عليك سوي إحسان الظن بهم والإحسان إليهم والبر بهم والتسامح معهم

لا أقول لك هذا الكلام اعتباطاً ، لكنني أقوله عن تجارب جمة ، فالكراهية لا تعالج بالكراهية ، لكن الحب والتسامح خاصة مع أقرب الناس إلينا هو دائماً خير دواء ، فالكراهية لا تنتج إلا مزيد من الكراهية ، وأكم من حروب اشتعلت وأرواح أزهقت بسبب كلمة ، وكم من مشكلات انتهت وحيوات جديدة بدأت بسبب كلمة طيبة ، فالكلمة الطيبة صدقة ، والحب يصنع المعجزات ويفتح كافة الأبواب والقلوب المغلقة بأقفال من حديد .

جربي حبيبتي أن تغيري طريقتك في التعامل مع والديك بالحب والعطف والحنان وجلب الهدايا البسيطة والاهتمام بهم والاستماع إليهم

وصدقيني إن حياتك ستتغير تماماً ، بل وستجدين أيضاً أنك تجتذبين الأصدقاء والزملاء وسيكون لك مجتمع كبير يحبونك

لا تقعدي محبطة حزينة وحيدة وتنتظري أن يتغير العالم من حولك ، بل ابدأي أنت بتغيير العالم حولك إلي الأحسن والأفضل ، وكلمة دوماً أقولها لكل محبط ، اصنعي من الثمرة المرة شراباً حلواً

ابتسمي للحياة وتفاءلي بالخير وسامحي الكل ، كما كان الراحل د. ابراهيم الفقي يقول لنا دوماً في دوراته التدريبية “سامح فذلك أرخص وأسهل “

سامحي الكل الأهل والدنيا والحياة ، وتصالحي قبل كل شيء مع نفسك ، ولا تبخسيها قيمتها واعلمي أنك جديرة بالحياة المحترمة الحقيقية